أكد الأمين العام للمركز الأفريقي للحكومة ودراسات السلام، الدكتور محمود زين العابدين، أن السبيل للخروج من الأزمة السياسية الحالية تكمن بالمبادرات السودانية الداخلية. و قال لدى مخاطبته الحلقة النقاشية – التي نظمها المركز الأفريقي لدراسات الحكومة والسلام بالتعاون مع مركز دراسات السلام والتنمية بجامعة بحري، والتي انعقدت بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم – إن دورهم كباحثي سلام هو التقريب بين وجهات النظر السودانية، وتسهيل التفاهم بين الفرقاء السياسيين، ودراسة المبادرات الوطنية و وضعها في إطار منهجي و إثرائها بالدعم والتوجيه، و أوضح أن المبادرات المطروحة غنية و لا ينقصها إلا بعض التحليل العلمي. ودعا إلى نبذ لغة الكراهية و العنف، وعدم إقصاء الآخرين وتهميش أي تنظيم سياسي في الساحة.
و من جهته أعرب مدير مركز السلام والتنمية بجامعة بحري، الدكتور معتصم إبراهيم مالك، أن السودان يمر بأزمة سياسية هي الأخطر في تاريخه الحديث، منذ الاستقلال و إلى اليوم. و قال إن السبيل للخروج من هذه الأزمة تكمن في تضافر الجهود الوطنية. و بين الدور المهم لمراكز الأبحاث بالجامعات في تسهيل عملية التحول الديموقراطي بالبلاد، انطلاقاً من دورها الريادي في الخدمة المجتمعية باعتبارها إحدى أدوات بناء وتطوير البلدان النامية والمتقدمة؛ الأمر الذي يضعها في شراكات جنبا إلى جنب مع المكونات و الأحزاب الوطنية. و أضاف الدكتور معتصم: حرصنا في هذه الحلقة النقاشية على الاستماع لمبادرات من مختلف القوى السياسية على الساحة، بقصد صياغة رؤية وطنية موحدة من مختلف المبادرات لتساعد على الخروج من هذه الأزمة. و أشار الى أن إهمال التدخل و البحث عن حلول سيؤدي إلى تفاقم الوضع وتعقيده. و أبدى استعداد المركزين فى تبنى هذه المبادرات و الخروج بها إلى أرض الواقع.
و بلغ عدد المبادرات المقدمة حوالي 17 مبادرة، تمثيلاً لمختلف ألوان الطيف السياسي بالبلاد. دعت جميعها إلى ضرورة التداول السلمي للسلطة، و إلى تبني الحل السلمي المتمثل في الانتخابات في أسرع وقت، و أن الحكومة المدنية هي الحل الأمثل، و صياغة دستور جديد يخرج بالبلاد من نفق الصراعات المسلحة، والدعوة إلى دمج الحركات المسلحة في القوات المسلحة، و إبعاد المكون العسكري عن السلطة. و توصلت الجلسة إلى ضرورة اجتماع أصحاب المبادرات لمناقشة إدماجها في مبادرة واحدة باسم القوى الوطنية. و قد شهدت الجلسة مُساجلات و مناقشات، بحضور عدد من ممثلي الأحزاب المختلفة، و الخبراء السياسيين، والإعلاميين، و العسكريين .